Home > حبر لبناني > آخر أيام سقراط: تحية للرحباني من ديركوشة

آخر أيام سقراط: تحية للرحباني من ديركوشة

September 12, 2011

Photo Credit | Farah Bou Nasr Eddine

علاء شهيب
نشرت في “حبر لبناني”إضغط هنا لقراءة المقال في حبر
عرضت على مسرح “ديركوشة”، البلدة المشهورة بأعمالها المسرحية السنوية، العمل الضخم “آخر أيام سقراط” في تحية من نادي ديركوشة الى الراحل الكبير منصور الرحباني. إستُهِّل العرض وسط حضورٍ رسمي وشعبي تجاوز 1200 شخص بحضور ممثل عن النائب وليد جنبلاط وممثلي نواب جبهة النضال الوطني.. رغم بساطة الديكور المسرحي الاّ أنه كان يعكس أجواء مدينة أثينا التي تدور فيها أحداث المسرحية حيث يحاول الفيلسوف سقراط تغيير وجهة نظر الناس بالنسبة لتعدد الآلهة وحثهم على الوعي الفكري والمطالبة بحقوقهم.
كان مدهشاً، في ضلّ الإمكانات المادية المحدودة، تكامل العمل من كافة النواحي، فتصميم وتنسيق الملابس الذي تولته إيمان مخيبر أعاد المشاهد الى الزمن اليوناني القديم، أما الرقصات التي صممها شوقي الدبيسي تنوعت بين الرقص التعبيري والتراث اليوناني والقليل من الفلكلور اللبناني أثارت إعجاب الحاضرين. أما مخرج العمل غازي ضو- بالمشاركة مع وليد ضو- يقول:”لقد تربينا على أنقاض المدرسة الرحبانية وأعدنا تقديم العديد من عروضهم المسرحية لكن هذا العمل كان مختلفاً كلياً، كنا نتعامل مع إنتاج فكري، قليل الكوميديا، عميق المعاني، جعلنا نلتصق بالعمل بشكل كبير ونصرّ على تقديمه بأفضل صورة”. في سؤال عن التحديات والصعوبات التي واجهها، يجيب غازي:”لم تكن التحديات التي واجهناها سهلة أبداً، فالمسرحية حديثة العهد تعتمد الكثير من التقنيات الحديثة التي لم تكن متوفرة لدينا بسبب كلفتها المادية الكبيرة، كذلك التعامل مع أكثرمن 40 مشاركاً معضمهم من المراهقين كان مرهقاً، وتنفيذ عمل بهذا الحجم بفترة تحضير لا تتعدى الشهر كان إنجازاً بالنسبة لنا

Photo Credit | Farah Bou Nasr Eddine

أما المشاركين في التمثيل كانوا فرحين جداً في كواليس المسرح بما قدموه، بلال ضو بطل المسرحية الذي لعب دور سقراط وفاجأ الجميع بقدرته التمثيلية الكبيرة، يقول:”إنها المرة الرابعة التي أشارك فيها في مسرحيات النادي، لكنها الأصعب على الإطلاق، فالمسؤولية كانت كبيرة، وشخصية سقراط صعبة جداً والدور بكامله عميق المضمون”. يعلق ساري ضو، أكثر الراقصين تألقاً، بالقول:”كانت مهمة جدّ صعبة، فأسلوب الرقص جديد علينا كلياً يتطلب الكثير من المهارات الفردية، بالإضافة الى الملابس اليونانية التي لم نرتديها مسبقاً، وضيق الوقت في التحضير، ولكن الإحساس بالتعب ينتهي بعد نجاح العمل”. وتقول نادين فياض، التي تشارك للمرة الأولى بعملٍ مسرحي :”أصدقائي دفعوني للمشاركة وشعرت بعدها بحماسٍ كبير، واليوم أشعر بفرحة عارمة وبالتأكيد سأعود للمشاركة في العام المقبل”. لم يكن الفرح يغمر المشاركين في العمل فقط، فالحضور أبدا إعجابه الشديد بما قدمه فريق العمل. عندما شاهدت العديد من التدريبات ما قبل العرض شعرت أن الكثير منن الحضور سيغادر من منتصف العرض، فالمسرحية فكرية يإمتياز، مختلفة عن المسرحيات السابقة الفولكلورية والتراثية، مسرحية تنتمي الى المسرح الثقافي لا الترفيهي، لكن على عكس ما توقعت، كان الحضور شديد الإعجاب بالعمل، مما ينقض النظرية التي يطرحها البعض بأن الجمهور لا يهوى هكذا مسرح في تبرير للمستوى المتدني، والبذيء أحياناً، الذي يقدموه.
شكراً لنادي ديركوشة على عملهم المميز وعلى التحية التي قدموها للمبدع اللبناني منصور الرحباني، على أمل استمرارهم الدائم، وانتشار الأعمال الراقية الهادفة التي ترفع عالياً مستوى المسرح اللبناني