جنازة تأبينيّة للشعب اللبناني ….

سنبقى هكذا

علاء شهيّب

 

نعم؛ إنه التاريخ نفسه لا غير، التاريخ الذي يتكرر فقط لدى الشعوب الغبيّة، فكيف إذا كانت الحكومات هي الغبية…؟؟؟

فبعد استقالة الحكومة اللبنانية اليوم، وفي تقرير أخباري، تكتشف  كارثة التفكير الرجعي لدى غالبية الشعب اللبناني، ومبدأ “الزعيم – القديس” الذي يزودنا يوميّاً بتعليماته المقدسة الغير قابلة للنقاش، حيث يجيب الكثير منهم بأنه بالتأكيد سيضع الخيم مجدداً ويشلّ البلد والحركة الإقتصادية فيه، ويقول آخرون أنه يجب على اللبنانيين أن ينزلوا بسلاحهم ويعبروا بطلقات الإبتهاج عن فرحهم بالحدث…. فعلاً لا ينقص لبنان اليوم سوى طلقات الإبتهاج – في البداية – والتي ستصبح حتماً بعدها – طلقات النهاية –

شكراً أيها اللبنانيين – اللا مواطنين –

شكراً على هذا التفكير الحضاري في التعامل مع السياسيين والأوضاع الوطنيّة الحرجة

شكراً لأنكم تكتبون بأيديكم ورقة النعوة للبنان….

 

__العوض بسلامتكن__

صديقي عدوّي __ ثقافة الآخر اللبنانيّة

أنت معي… ( طائفة، حزباً أو تياراً سياسياً .. ) إذن أنت الإنسان المثالي، صاحب المواقف الوطنية، المحق في كافة الظروف، أنت صديقي وحليفي.. أحترمك وأقدرك ..
أما إذا اختلفت معي، فأنت تلقائياً مخطئ، مواقفك عدوانية، لا هدف لك سوى السيطرة وافتعال المشاكل … أنت دون تردد عدوّي، أخاف منك وأحذر من تصرفاتك…
هذه بإختصار ثقافة الآخر اللبنانية، الحكم المسبق على الآخر دون محاورته أو معرفة خلفياته وأرآئه وطريقة تفكيره ودون إعطائه فرصة للتعبير عن نفسه، هي تصنيف الآخرين حسب انتمائهم لا حسب أهدافهم واهتماماتهم، هي ثقافة الأفكار المعلبة والرأي الواحد الذي لا يقبل النقاش، والزعيم (الملاك طبعاً) المنزّه عن الخطأ والذي يصبح رأيه مقدساً.
متى سنتمكن من تقبل رأي الآخر، ومناقشته بتحضر (لا بالسلاح والموت)..؟ متى سنتخلص من منعطفات الحرب بعد الخطابات السياسية وينتهي زمان الديموقراطية التوافقية..؟ ما هو عدد السنوات المطلوب ليصبح اللبنانين محاورين متقبلين لوجهات النظر الأخرى، ويصبح الحكم فعلا بيد الشعب وتكرس المحاسبة الموضوعية ( لا المحسوبية والوساطة )..؟ متى سيجلس لبناني مع لبناني آخر يتفاهم معه ويعتبر “الآخر” شريكاً ومكملاً له في بناء الوطن، لا خائناً وعميلاً..؟؟؟