Archive

Posts Tagged ‘استهلاك’

“أينشتاين” عصره… والعقليّة الإستهلاكيّة

January 29, 2011 3 comments
Alaa Chehayeb | Hibr.me

Alaa Chehayeb | Hibr.me

________

نشرت في: حبر لبناني

________

تكرّس الموضة نفسها اليوم إحدى أكثر العوامل تأثيراً في العالم. ولبنان من أكثر البلدان في الشرق الأوسط تأثراً بالعوامل الخارجيّة، وخصوصاً الغربيّة منها. لا يظهر واضحاً تاريخ بداية هذه الحالة – التي تجاوزت الظاهرة لتصبح عادةً قائمة – إلاّ أنه من المؤكد أن السنوات العشرين الأخيرة قلبت المعادلة اللبنانيّة تماماً، ليصبح الشباب اللبناني، واللبنانيون عموماً من روّاد الموضة العالميّة بمختلف صيحاتها: “اللي بيسوى.. واللي ما بيسوىز.” من هذه النقطة التي لا تقل خطراً عن قضية الشرق الأوسط الجديد، أنطلقُ لوضع أسس نظرية “العقليّة الإستهلاكيّة”، لستُ أدّعي أنني فرويد أو نيتشه أو حتى أينشتاين عصري لأضع نظرياتٍ علميّة وإجتماعيّة، لكن هذا الواقع الذي يتجاوز معنى “الأزمة” بأشواط، وبمجرّد أن تراقب المجتمع والشباب وتحتك بمختلف الأنماط الإجتماعيّة، حتى تخرج إلى الشارع صارخاً: “أوريكا – أوريكا” على طريقة أرخميدس، مستنتجاً نظرية “العقليّة الإستهلاكيّة” التي تقوم على المبادىء التالية:

أولاً – تؤثر الموضة سلباً. وبشكلٍ لا يصدّق على نسبة كبيرة من الشباب اللبناني.

ثانياً – الشباب اللبناني يتبع ويتطبّع بالموضة لدرجة الإيمان المطلق والعبادة، حيث أصبحت المذاهب والطوائف تقسم إلى ما يلي: “كوكوشاناليون” آلهة الموضة لديهم هي”كوكوشانيل” والمعبد هو دار الأزياء التابع لها في باريس… “جيفنشيون” يتبعون الإله “جيفنشي”… “لاكوستيون” ويأمرهم إلههم “لاكوست” بعبادة التمساح.. وغيرهم الكثير من المذاهب، ولكن “اللذيذ” في الموضوع أنه بإمكانك الإنتماء إلى طائفتين أو أكثر في وقتٍ واحد.

ثالثاً – كلّ من يتبع الموضة عليه أن يغيّر خزانة ملابسه موسميّاً، إن لم يكن شهرياً.

رابعاً – المصممون العالميون ودور الأزياء الكبيرة تقرر مصير الموضة وخطوطها العريضة لكل فصل… والجميع يتبعها دون تفكير أو إختيار ما يناسبهم منها.

خامساً – المبدأ الأهم؛ أن كلّ ما يحمل توقيع أحد المصممين المشهورين هو الأجمل، وأن كلّ ما هو أغلى ثمناً أيضاً أجمل وذات نوعيّة أفضل ويناسبنا جداً.

التجارب والتطبيقات العمليّة

يكفي زيارة سريعة إلى شارع “الحمرا”، أو غيره، لتجمع الكثير من الإثباتات والتجارب حول هذه النظريّة المعاصرة. فالتنورة القصيرة – والقصيرة جداَ – لا تزال تسيطر بقوة على أجساد الفتيات رغم البرد القارس وحلول الشتاء منذ زمن، ونفسها هي حال الشورت الذي لم يأتِ المصممون على ذكره لموضة خريف – شتاء 2010-2011 وفي حديثٍ مع ديما، 22 عاماً، تقول: ”لا مشكلة لديّ في إرتداءِ أي شيءٍ جديد وعصري، حتى ولو لم يكن يتناسب مع البيئة التي أعيشُ فيها.” وتجيب دانا، 20 عاماً، عن كيف تعرّف الموضة، بالقول: ”كلّ ما هو جديد وما يطرحه المصممون ودور الأزياء، هو الموضة.”

الإستنتاجات

*مصممو الأزياء ودور الأزياء العالميّة تتحكم بتفكير الشباب وذوقهم.

*الشباب ينقادون وراء الموضة دون تفكير واقتناء ما يُناسبهم ويعكس شخصيتهم.

*المتحكمون بخطوط الموضة العالميّة يصدرون بين الفصل والآخر تصاميم وألوان مختلفة تماماً ومعاكسة لبعضها البعض، ممّا يدفع المستهلك إلى شراء كلّ ما هو جديد دوريّاً.

خلاصة النظريّة

نظريّة “العقليّة الإستهلاكيّة” المعاصرة ترتكز على تحكم المصممين والمعنيين بالموضة وبتفكير معظم الشباب لدفعهم إلى الإستهلاك اللاواعي، على مبدأ أن كلّ ما هو جديد، وما هو أغلى ثمناً، هو الأفضل والأجمل وهو ما يسمى: “موضة.”