Archive

Posts Tagged ‘سرفيس’

توصيلة في تاكسي لبناني

March 4, 2011 4 comments
Alaa Chehayeb | Hibr.me

Alaa Chehayeb | Hibr.me

__________

علاء شهيب
نشرت في: حبر لبناني (إضغط لقراءة المقال في حبر)

تقرر يوماً أن تغادر منزلك، لتختبر رحلة إبن بطوطة التي يقوم بها اللبناني كلّ يوم والتي لا تختلف تفاصيلها مهما كانت الوجهة المقصودة إلاّ بالأسماء والعناوين. هذه المغامرة طبعاً مخصصة لأولئك الذين لا يملكون سياراتت خاصة، كالشباب وطلاب الجامعات وحتى من لا يملك ثمن سيارة (أو ما معو يعبيلا بنزين)، إذ يستقلون وسائل النقل العام والمشترك، كالباص والتاكسي، ليغوصوا في تفاصيل يوميّة لا تزيد همومهم إلاّ هموماً ومشكلات.. فهيا معنا، في توصيلة مع “تاكسي” لبناني.

أين الإنتظار؟

تخرج قاصداً بيروت، العاصمة، ومركز المال والعلم والأعمال في نظام يفترض أن يقوم على اللامركزية الإدارية، فتغرق في أولى المشكلات “أين الإنتظار؟”.. في غيابٍ شبه تام للمحطات التي تنتظر فيها وسيلة النقل والتي يطول قدومها، ومهما كان الطقس، حارّاً أو ممطراً لن تجد في معظم الحالات ما يمكن أن يحميك (إلاّ شي شجرة طالعة بالغلط).

التاكسي اللبناني

يأتيك الفرج بعد المعاناة، ويصل التاكسي اللبناني الأصلي بعلامته الفارقة: “سيارة مرسيدس”، وهنا نتحدث طبعاً عن معظم السائقين. معظم سيارات المرسيدس التي تصول وتجول في البلاد هي من أيام “الفورد أبو دعسة” ما غيرها، منها تلك التي لا تمتلك واجهة أمامية مثلاً تذكرك بدبابةٍ خارجة من معركةٍ ضارية، أو أخرى تحمل لوحتها الأمامية أرقاماً تختلف عن تلك التي تحملها اللوحة الخلفية. وإذا كان يوم حظك الكبير تستقل سيارةً لا يكون سائقها “حكوجياً” وهو النوع الذي يروي لك قصة حياته ومشكلاته وأحداث الحرب الأهليّة أو حتى العالميّة (إذا كانت ع إيامو).. وهناك نوع آخر المتدين الذي يسمعكَ رغماً عن أنفك الشعائر الدينية الخاصة بديانته.

علامة لبنانية مميزة

على امتداد الطريق وبدون استثناء تستضيفك العلامة اللبنانية المميزة: “الجورة”. وهذه الميزة الخاصة ببلدنا تتنوع حجماً وشكلاً وتأثيراً بين الصغيرة على جانب الطريق التي قد لا تؤثر بك أو تلك التي تشبه حفرة ناجمة عن إصطدام الكواكب ببعضها.. وبالطبع تواجهك المطبات المتنوعة المصممة خصيصاً لكسر الملل من طول الطريق فتزودك بشعور “مدينة الملاهي” بفارق وحيد وهو غياب السلامة العامة والأمان. ولإضافة بعض المؤثرات الخاصة، السمعية والبصرية، تصادفك إحدى “العجقات” المتوفرة بكثرة على طرقاتنا، لتعطيك فكرة لا تقبل الشك عن شعب متحضر شكلاً، متخلف مضموناً، فلو حاول السائق تغيير مساره مستعملاً الإشارة يتحول أستاذ الجامعة أو الطبيب مثلاً الى مكبرٍ للصوت ينهال عليك بوابل من الشتائم… ويمكنك أيضاً في خضم العجقة أن تستمع الى معزوفة “الزمامير”. زمور ينقر “وما بيشيل إيده عنه غير ما يحترق” يفترض انه سيحل المشكلة ويفتح الطريق… ولتكتمل فصول الرواية، يأتيك شرطي سير يعتبر نفسه مخلوقاً فضائياً يحق له التحكم بالناس بدلاً من أداء وظيفته الأساسية لتسهيل أمورهم ومرورهم، فيفتح الطريق أمام من يشاء ويترك من لا يعجبه منتظرا.ً

مين بيدلّك

بيروت، الصيفي، شارع رقم78، بناية “شوكتلي”، هو العنوان المفترض أن يوصلك الى مكاتب جريدة “حبر لبناني”، لو كان نظامنا يقوم على “برنامج ملاحة” واضح كما في البلدان الأخرى. ولكن ما من سائقٍ سيوصلك الى الجريدة مع هذه التفاصيل سيهزء منك ويطلب أن تدلّه بوضوح”أكثر”: “حد بيت الكتائب”، فيجيب: “هيك من الأول..!!” فمن الذي يجب أن يدلّ الآخر، السائق أم الراكب؟