Archive

Posts Tagged ‘مجتمع’

أسعد ذبيان | لأنك صوتنا .. نرفع الصوت

لأن الحرية الصحافيّة وحرية إبداء الرأي حق مقدس للجميع
لأن قمع الحريات ومحاولة إسكات الأصوات الحرّة مرفوضة
لأن حرية الفرد تقف حين تبدأ حرية الآخرين
لأن قضايا المجتمع هي قضايانا ومن حقنا إيصال صوتنا كمواطنين مستقلين غير تابعين لفئة معينة
لأن صوت كلّ صحافي شاب هو صوت الجميع ونحن معنيون به
لأن ما حصل مع الصحافي والمدون الصديق “أسعد ذبيان” هو قضيتنا
لأن “أسعد ذبيان” هو صوتنا ……

نرفع الصوت

بناءً على ما سبق، أنشر رسالة وجهها “أسعد” الى الزميلة جريدة السفير

_______

أسعد ذبيان


رسالة الى الناشر الأستاذ طلال سلمان

حضرة ناشر جريدة “السفير” اللبنانية الأستاذ طلال سلمان المحترم،

آملاً ان يصدق القول: “ربّ صدفةٍ خيرٌ من ألف ميعاد”.

لم يتسنّ لي أن ألقاك سوى مرّة واحدة، كان يومها الفنان جورج الزعني يقيم معرضاً في مسرح المدينة، وكنت آنذاك متدرباً في الزميلة جريدة “النهار”. وعندما سنحت لي الفرصة أن أكتب بين دفتيّ “صوت الذين لا صوت لهم” لم يتسنّ لي اللقاء بحضرتك. وبما إنّي لا أدرك معرفتك بتفاصيل أواخر تجربتي مع جريدتكم، اسمح لي أن أسلسل لحضرتكم الحكاية.

على غرار العديدين.. تجرّني قدماي كل يوم، ونهار الأربعاء بالتحديد (موعد صدور صفحة “شباب” في جريدة “السفير”)، إلى أقرب كشكٍ لشراء الجريدة. في 13 نيسان، تزامن العدد مع ذكرى الحرب الأهليّة، وكنت قد منّيت النفس بموضوعٍ ينشر لي عن أولئك الذين لا انتماء لهم. كتبت في الموضوع: “عندما ولدتني أمّي، لم أختر اسمي. وعندما بعثوني إلى المدرسة، لم يخيّرني أحد أي لغة لأتعلمها، فرض المجتمع عليّ العربيّة، وتولّت المعلمات الإنكليزيّة. حين انطلق والدي ليضع اسمي في القيد (لاحظوا الإسم)، لم يسألني أحد عن اسم العائلة، ولا عن الطائفة. وعندما طُلب منّي تأدية النشيد الوطني، لم أكن قبلها أعرف لأيّ وطنٍ أتبع، أصلاً لم يكن لي خيارُ الإنتماء أو التعلّق..” يومها، لم أنظر إلى عناوين الصفحة الرئيسيّة، بل سارعت إلى دفتي صفحاتٍ تحمل الرقم 9 و10 لأرى ذلك الإسم الذي لم أختره يمهرُ أحد المواضيع. لم أجده. عاجلت مسؤول الصفحة برسالة نصيّة: “شكراً لأنّك خيّبت أملي”، جاءني الجواب: “هناك مشكلة بسيطة مع الإدارة معك. سأشرح لك لاحقاً”.

إشكاليّة صيدا ومنعي من الكتابة في جريدة “السفير”

هنا تبدأ القصّة. يخبرني مسؤول الصفحة بأنّ المشكلة تكمن في نشاطي في حملة “إسقاط النظام الطائفي ورموزه”، وعلى خلفيّة الإشكال الذي حصل مع النائب قاسم هاشم وبعض الصحافيين والمصورين في صيدا. قال لي: “لا يعد مهنياً أن تقول لبعض الزملاء أنتم لستم صحافيين – أنتم أبواق للسلطة”، ولذلك اتخذ أحدهم قراراً بوقف نشر مواضيعي بين طيّات جريدتكم. سيّدي الكريم، أنا لا أنكر التهمة، لا بل سأخبرك بما حصل معي، فقيّم الموقف. عندما زار النائب التظاهرة تضايق منه بعض الشباب فدعاه ليرحل، كنت مع الصحافيين نواكبه في خروجه. يصرخ زميل مصوّر: “نحن لا نريد تغطية المظاهرة بعد الآن، نحن نريد المغادرة مع النائب”. استفزني الأمر، قلت له أنّ ابداء الآراء ليس من واجبنا، وبأنّ عملنا يقتضي الموضوعيّة والعودة لتغطية الحدث. شتمني بعض من رافق النائب يومها (والحديث كلّه موثق بالصوت والصورة)، صرخت بهم (وهم الذين أحاطوا بالنائب منذ انطلاق المظاهرة ولحين مغادرته والفيديو يوضح ذلك أيضاً – ومنهم من لم يتوانى عن ضرب المتظاهرين بكاميرته – وإن كنت كاذباً فالعدسة التي التقطت الحادثة أصدق). نعم صرخت بهم: “هذه ليست صحافة، أنتم أبواق السلطة”. انبرى إليّ اثنين ممّن أحاطوا بالنائب وضربوني قبل أن يكملوا بالشتم والسباب.

—- تحديث وملاحظة: تسألني صديقة على خلفية الفيديو أعلاه: “لمن يجي مصور “زميل” لألك بالصحافة يضربك بالكاميرا و يشتمك أنت و كل عيلّتك و يهددك بانتهاك عرضك دفاعاً عن “رجل سياسي” غير مرحب به بالتظاهرة، بضل أسمو زميل؟”—-

حضرة الناشر، أنا لم أكن يومها صحافياً، بل ناشطاً يتضامن مع قضايا شعبه المطالب بالمساواة والعدالة ومكافحة الفساد وإسقاط طبقة عفنة عاثت في البلاد خراباً وحروباً. وأنا إن تعلّمت من الإعلام شيئاً فهو أنّ الموضوعيّة لا تعني ألا آخذ موقفاً، بل ألا أكذب حين أدلي بموقفي. أنا مع إسقاط النظام الطائفي ولكنّي لم أستخدم مهنتي لأحقق مآرب أو لأتملق أحداً. قرر بعض الزملاء أن ينحازوا كذلك، شاءت الصدفة بأنّ الجهة كانت متعارضة، فعلامَ يكافؤون هم وأعاقب أنا. يقول هاري ترومان: “إنني لم أعكر صفو حياتهم أبدا، إنني فقط أخبرهم بالحقيقة .. فيرونها جحيماً”.سيّدي الكريم، أنا تلقّيت صفعتين في صيدا، ذهبت آثارها بعد يوم، ولكنني تلقّيت صفعة أكبر من ذاك الذي قرر أنني لا أستحق أن أكتب في جريدتكم، ما تزال آثارها باديةً عليّ.

مسكينٌ الصحافيّ.. لبعده عن إدارة التحرير.. وقربه من الناس؟

حضرة الناشر، لديّ أم اسمها حريّة، ولي أب اسمه الصحافة، فلا تجعلني يتيماً. أفهم أن يطلب مني ألا يلتبس على القرّاء نشاطي السياسيّ بكتابتي الموضوعيّة، وأضعف الإيمان أن أناقش بالأمر، لا أن يتّخذ قرارٌ غيابيّ بحقي. أفهم أن يطلب مني الكتابة عن مواضيع لا شأن لها بالحراك (وفعلت)، وأضعف الإيمان أن يستمع أحدهم لروايتي عمّا حصل في صيدا (أو أقلها مشاهدة الفيديوهات).. سيّدي الكريم، لقد أمضيت إبّان الثورة في مصر معظم وقتي في غرفة على الطابق الرابع في الجريدة لا تتعدى مساحتها المترين مربعين، تشاركتها مع إثنين من الزملاء وأحيانا أكثر، لكنّها كانت بالنسبة لي بحجم العالم. أتعرف لماذا يا سيّدي؟ لأنّ السماء وحدها كانت حدودي في الصراخ مع جريدتكم بحق الشعب المصري في تقرير مصيره. رفعنا سقف الغرفة ليتسع لصوت الذين لا صوت لهم، فكيف أرضى أن أصمّ آذاني عن رفاقٍ في الشارع اللبناني، عفواً سيّدي، فليعذرني زملائي الصحافيين، لم أقدر سوى أن أنتقدهم.

يقول جريس هوبر: ” السفن تنعم بالأمان في الموانيء ، لكنها لم تصنع من أجل ذلك!..” سفينتي كان بإمكانها في صيدا أن تكون هانئة إن قبعت في ميناء الصمت، ولكنّها يا سيّدي اختارت أن تغامر في رحلتها. أنا أدرك أنّ الرياح عاتية ولكنني على يقين بأنّ النجم القطبي يبقى لامعاً ولو خلف الغيوم ليدلّ على الطريق. سيّدي الكريم، يلمّح البعض من أصدقائي المقرّبين أنّ غياب صوتي عن سماء “السفير” هو لأنّ من عارضته من نفس الخط السياسي الذي تنتمي إليه الجريدة، سخرت من تلميحاتهم، فأرجوكم أن تؤكدوا أنّهم خاطئين.

حضرة الناشر، بعضهم قرر أن يحرمني من فرصة أن يكون اسمي الذي لم أختره في نفس المطبوعة التي تضم أسماءً (مع حفظ الألقاب) مثل:

نصري الصائغ، سليمان تقي الدين، عباس بيضون، ساطع نور الدين، معتز ميداني، عدنان الحاج، يوسف برجاوي، غاصب المختار،

حضرة الناشر، بعضهم قرر أن يحرمني من الإستمتاع بلقاء

جهاد بزي، سحر مندور، ملاك عقيل، داود رمال،  جعفر العطار، خلدون زين الدين، يوسف حاج علي، هيفاء زعيتر، جهينة خالدية، وغيرهم..

 يخطّون الأخبار ويركضون من المبنى ليلتقطوا بأعينهم قبل أقلامهم آخر الأحداث.

حضرة الناشر، بعضهم قرر  أن يحرمني من شرب القهوة أو الشاي بغرفةٍ مكللة بجوائز حصدتها مؤسسة حاضنة للحريّة، وصوراً لناجي العلي الذي دفع حياته ثمن ما رسمته ريشته يوماً في صفحات جريدتكم.. لا تحرمني فرصة شربها مع:

ابراهيم شرارة، حياة الحريري، آدم شمس الدين، ميثم قصير، غدي فرنسيس، علي السقا، رواند عيسى، ريتا فريد..

حضرة الناشر، بعضهم قرر أن يحرمني فرصة أن أكون زميلاً لورودٍ تسطّر كلّ أسبوع آماني الشباب العربي وأدبه وشعره وقضاياه..

لين هاشم، لمياء الساحلي، ناي الراعي، صفوان حيدر، أورنيللا عنتر، أمجد سمحان، عمر سعيد، هلال شومان، فاطمة خير، أمل كعوش

هؤلاء يا سيّدي بالنسبة لي كلّهم ليسوا بأبواق، إن قلتها يوماً فأنا لست بنادمٍ عليها لأنني مقتنعٍ بأنّ أيّ ممن ورد اسمه هنا لو كان مكاني لما قبل أن يشتم رفاقه من أجل رجلٍ من لحمٍ ودم شاءت الأقدار أيضاً أن تكون له صفة برلمانيّة..

ملاحظة: تأخر نشر هذه التدوينة شهر كامل بغية إفساح المجال أمام المراجعة مع إدارة جريدة السفير التي تبلّغت من قبل مدير صقحة شباب منها ما يلي:

للأسف، لازم خبرك انو ما في امكانية للاستمرار بالنشر في شباب في هذه المرحلة لأسباب مرتبطة بالإدارة

“أينشتاين” عصره… والعقليّة الإستهلاكيّة

January 29, 2011 3 comments
Alaa Chehayeb | Hibr.me

Alaa Chehayeb | Hibr.me

________

نشرت في: حبر لبناني

________

تكرّس الموضة نفسها اليوم إحدى أكثر العوامل تأثيراً في العالم. ولبنان من أكثر البلدان في الشرق الأوسط تأثراً بالعوامل الخارجيّة، وخصوصاً الغربيّة منها. لا يظهر واضحاً تاريخ بداية هذه الحالة – التي تجاوزت الظاهرة لتصبح عادةً قائمة – إلاّ أنه من المؤكد أن السنوات العشرين الأخيرة قلبت المعادلة اللبنانيّة تماماً، ليصبح الشباب اللبناني، واللبنانيون عموماً من روّاد الموضة العالميّة بمختلف صيحاتها: “اللي بيسوى.. واللي ما بيسوىز.” من هذه النقطة التي لا تقل خطراً عن قضية الشرق الأوسط الجديد، أنطلقُ لوضع أسس نظرية “العقليّة الإستهلاكيّة”، لستُ أدّعي أنني فرويد أو نيتشه أو حتى أينشتاين عصري لأضع نظرياتٍ علميّة وإجتماعيّة، لكن هذا الواقع الذي يتجاوز معنى “الأزمة” بأشواط، وبمجرّد أن تراقب المجتمع والشباب وتحتك بمختلف الأنماط الإجتماعيّة، حتى تخرج إلى الشارع صارخاً: “أوريكا – أوريكا” على طريقة أرخميدس، مستنتجاً نظرية “العقليّة الإستهلاكيّة” التي تقوم على المبادىء التالية:

أولاً – تؤثر الموضة سلباً. وبشكلٍ لا يصدّق على نسبة كبيرة من الشباب اللبناني.

ثانياً – الشباب اللبناني يتبع ويتطبّع بالموضة لدرجة الإيمان المطلق والعبادة، حيث أصبحت المذاهب والطوائف تقسم إلى ما يلي: “كوكوشاناليون” آلهة الموضة لديهم هي”كوكوشانيل” والمعبد هو دار الأزياء التابع لها في باريس… “جيفنشيون” يتبعون الإله “جيفنشي”… “لاكوستيون” ويأمرهم إلههم “لاكوست” بعبادة التمساح.. وغيرهم الكثير من المذاهب، ولكن “اللذيذ” في الموضوع أنه بإمكانك الإنتماء إلى طائفتين أو أكثر في وقتٍ واحد.

ثالثاً – كلّ من يتبع الموضة عليه أن يغيّر خزانة ملابسه موسميّاً، إن لم يكن شهرياً.

رابعاً – المصممون العالميون ودور الأزياء الكبيرة تقرر مصير الموضة وخطوطها العريضة لكل فصل… والجميع يتبعها دون تفكير أو إختيار ما يناسبهم منها.

خامساً – المبدأ الأهم؛ أن كلّ ما يحمل توقيع أحد المصممين المشهورين هو الأجمل، وأن كلّ ما هو أغلى ثمناً أيضاً أجمل وذات نوعيّة أفضل ويناسبنا جداً.

التجارب والتطبيقات العمليّة

يكفي زيارة سريعة إلى شارع “الحمرا”، أو غيره، لتجمع الكثير من الإثباتات والتجارب حول هذه النظريّة المعاصرة. فالتنورة القصيرة – والقصيرة جداَ – لا تزال تسيطر بقوة على أجساد الفتيات رغم البرد القارس وحلول الشتاء منذ زمن، ونفسها هي حال الشورت الذي لم يأتِ المصممون على ذكره لموضة خريف – شتاء 2010-2011 وفي حديثٍ مع ديما، 22 عاماً، تقول: ”لا مشكلة لديّ في إرتداءِ أي شيءٍ جديد وعصري، حتى ولو لم يكن يتناسب مع البيئة التي أعيشُ فيها.” وتجيب دانا، 20 عاماً، عن كيف تعرّف الموضة، بالقول: ”كلّ ما هو جديد وما يطرحه المصممون ودور الأزياء، هو الموضة.”

الإستنتاجات

*مصممو الأزياء ودور الأزياء العالميّة تتحكم بتفكير الشباب وذوقهم.

*الشباب ينقادون وراء الموضة دون تفكير واقتناء ما يُناسبهم ويعكس شخصيتهم.

*المتحكمون بخطوط الموضة العالميّة يصدرون بين الفصل والآخر تصاميم وألوان مختلفة تماماً ومعاكسة لبعضها البعض، ممّا يدفع المستهلك إلى شراء كلّ ما هو جديد دوريّاً.

خلاصة النظريّة

نظريّة “العقليّة الإستهلاكيّة” المعاصرة ترتكز على تحكم المصممين والمعنيين بالموضة وبتفكير معظم الشباب لدفعهم إلى الإستهلاك اللاواعي، على مبدأ أن كلّ ما هو جديد، وما هو أغلى ثمناً، هو الأفضل والأجمل وهو ما يسمى: “موضة.”